
إن تعزيز الصوت العالمي للمنظمة الدولية للمؤسسات العليا للرقابة (الإنتوساي) هو أحد أولويات البرازيل للسنوات الثلاث المقبلة. و كونها تترأس الإنتوساي، تعتزم المحكمة الفيدرالية للحسابات (TCU) وضع استراتيجية لإيصال قيم واستقلالية ونتائج المؤسسات العليا للرقابة في جميع أنحاء العالم. ولتوسيع هذا الصوت، ستسعى المحكمة الفيدرالية للحسابات إلى تعزيز الإتصال المؤسسي وزيادة فعالية التواصل بين الإنتوساي و الأجهزة العليا للرقابة مع المنظمات الدولية والمجتمع. ويتمثل الهدف الرئيسي في الإبلاغ عن النتائج الموحدة للعمل الذي تضطلع به الأجهزة العليا للرقابة على مواضيع ذات أهمية كبيرة، قدر المستطاع وبطريقة منسقة.
نظرًا لأهمية الأمر، فإن أحد الموضوعين الرئيسيين للمؤتمر الدولي الرابع والعشرون للمؤسسات العليا للرقابة (الإنكوساي) هو الصوت العالمي والنتيجة الرئيسية والتأثير بعيد المدى. جرت المناقشة بعد ظهر يوم الخميس، العاشر من نوفمبر، بقيادة رئيس المحكمة الفيدرالية للحسابات، الوزير برونو دانتاس. شارك في المناقشة نائب مدير الحوكمة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، يانوس بيرتوك، والمدير العام لمبادرة الإنتوساي للتنمية (IDI)، إينار غوريسن، ومدير الإدارة المالية في البنك الدولي، روبرت ساوم.
وقال دانتاس: «يسعى الصوت العالمي للإنتوساي إلى خلق جوقة جماعية من الأصوات، متجذرة في العمل المنجز داخل كل بلد، والذي يبرز الدور المهم للمؤسسات العليا للرقابة في التعامل مع المشاكل الإقليمية والعالمية».
ينتهي المؤتمر الدولي الرابع والعشرون للانكوساي يوم الجمعة الحادي عشر من نونبر.
تعاون دولي
وأشار الوزير إلى بعض المبادرات التي تم اتخاذها لإدراج الإنتوساي وتعزيز صوت الاجهزة العليا للرقابة في المجال العالمي للرقابة الخارجية، وهو عمل قامت به البلدان التي سبقت البرازيل على رأس المنظمة. وأشار: «أعمال الرؤساء الذين سبقوني والأمانة العامة للإنتوساي، تحت قيادة الجهاز الأعلى للرقابة المالية والمحاسبة في النمسا، والعمل بلا كلل مع الأمم المتحدة، كانت أساسية للاعتراف بالدور الذي لا غنى عنه للأجهزة العليا للرقابة في التنفيذ الفعال والشفاف والمسؤول لخطة التنمية المستدامة لعام 2030».
ومن الأمثلة التي تم الاستشهاد بها، التعاون بين الإنتوساي ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، الوصي على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، لتعزيز التعاون في هذا الموضوع، بقيادة الإمارات العربية المتحدة.
في يوليو 2019، تم توقيع مذكرة تفاهم بين مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة والإنتوساي لتعزيز مشاركة أكبر للأجهزة الرقابية على تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد. في ديسمبر من نفس العام، اعتمد مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد قرارًا يهدف إلى تحسين التعاون بين المؤسسات العليا للرقابة وهيئات مكافحة الفساد، لتعزيز الشفافية و التصدي للفساد ومكافحته بشكل أكثر فعالية. يُعرف القرار باسم إعلان أبو ظبي.
«إن التفكير في النتائج الإيجابية التي تم تحقيقها من خلال التعاون الدولي، يسمح لنا بتوقع المزايا التي يمكننا جميعًا الحصول عليها من خلال تعزيز الإجراءات التي تهدف إلى تضخيم وترديد الصوت العالمي للأجهزة العليا للرقابة. وللقيام بذلك، سيكون من الضروري توسيع وتعزيز الإجراءات لتنسيق العمليات التي تهدف إلى توليد وجمع وتنظيم المعلومات حول القضايا ذات الصلة»، أكد برونو دانتاس.
صوت الإنتوساي العالمي من وجهة نظر المنظمات الدولية
«منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OCDE هي منصة للحوار تجمع ليس فقط الحكومات أو المؤسسات التنظيمية العليا، ولكن كل الأطراف المعنية في المجتمع. نحن نقدم تجربتنا من أجل الجمع بين منظور عمليات التدقيق الداخلية والخارجية والمؤسسات المسؤولة، من أجل مناقشة فنية ومهنية تساعد في استيعاب أفضل، مع قدر أكبر من المرونة، لمواجهة الأزمات و الكوارث». يانوس بيرتوك، نائب مدير الحوكمة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)
«لقد حان الوقت لأن تهتم الإنتوساي بإبراز صوتها عالميا. في يومنا هذا، ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي والوصول الواسع إلى الهواتف المحمولة وغيرها من الأجهزة الحديثة و الأنترنت، في ارتفاع عدد الأصوات بشكل ملحوظ. في نفس الوقت، هناك الملايين من الناس، الفقراء والنساء والأطفال، وغيرهم، الذين يغيب صوتهم. لكن الإنتوساي و المؤسسات العليا للرقابة لها صوت: التقارير والمشاورات ووسائل الإعلام والعديد من المصادر الأخرى. و تأمل هذه الفئة من Intosai والأجهزة العليا للرقابة استخدام صوتها بحكمة. وهكذا، يمكن للإنتوساي توفير صوت مستقل لأولئك الذين ليس لهم صوت». روبرت ساوم، مدير الإدارة المالية في البنك الدولي
«الصوت العالمي مفهوم مهم للغاية لأننا نعيش في عالم منقسم ومليء بالتحديات بشكل متزايد. نحن بحاجة إلى أن نكون استباقيين وأن نتخذ الخطوة الأولى كمجتمع، وأن نبحث عن أصوات جديدة وأن نجد طرقًا للتواصل. من أفضل الطرق لجعل صوتنا يؤثر و بفعالية هي التحدث بصوت واحد. كمجتمع، نحن بحاجة إلى تعزيز التنسيق والتواصل على المستوى العالمي . نحن بحاجة إلى خلق التفاهم و توحيد جهودنا و تحقيق أهدافنا». إينار غوريسن، المدير العام لمبادرة الإنتوساي للتنمية (IDI)